العودة الى المدرسة اليوم الاول في المدرسة

العودة الى المدرسة

العودة الى المدرسة

اقتربت العودة الى المدرسة وبدأ شعور الحماسة الممزوجة بالتوتر والقلق يخيم على العائلة على أول يوم في المدرسة فالمسألة ليست فقط في التفكير في توفير المستلزمات المدرسية، ولا في توقّع المدرّسين الّذين سيشرفون على تدريس أطفالنا، ولا في الصداقات الجديدة التي يمكن أن يعقدها أطفالنا في المدرسة، أو مواعيد الباص المدرسة ، ولكن الأمر يتعلق بما يسبق كل هذا، ونقصد عودة النظام إلى البيت وإلى نسق الحياة اليومية بعد أجواء الفوضى التي تعيشها الأسر خلال العطلة الصيفية والتي تحتّم انضباطًا من كافة أفراد العائلة التي تعيش تحت سقف واحد. فكيف نستعدّ جميعًا للعودة المدرسية للحدّ من هذا القلق وتأمين عودة سلسة لأطفالنا؟

دور الاسرة في اليوم الاول في المدرسة

نم باكرًا واستيقظ باكرًا؛ كي تصحو نشيطًا:

من المؤكد أن الاستعداد للعودة لا يهم فقط الطفل بل يشمل كل أفراد العائلة لتتوفر الظروف الملائمة للطفل ليتعود وينسجم مع نظام حياة ما بعد العطلة. فمثلًا، إذا أردنا لطفلنا أن يستيقظ باكرًا فلن يتمّ هذا بين عشيّة وضحاها، بل من المهم تعويده تدريجيًا (على الأقل قبل ثلاثة أيام من العودة) على الذهاب إلى الفراش باكرًا، والاستيقاظ باكرًا حتى يستيقظ نشطًا ويكون في الموعد. وهذا لن يحدث بسلاسة إذا كان الكبار غير ملتزمين بإعداد وجبة العشاء باكرًا، وإبقاء صوت التلفزيون منخفضًا، والتقليل من جلبة الحركة في البيت.

 

أول يوم في العودة الى المدرسة لطفلي :

تعترينا أحيانا مشاعر متضاربة مع التحاق طفلنا أول مرّة بالمدرسة. أولها الشعور بالفخر بأن طفلنا سيدخل مرحلة جديدة في نموّه وتطوّر شخصيته ولكن هذا الشعور مقرون بالكثير من المخاوف والهواجس مثل الخوف من ردّة فعله تجاه المدرسة ومدى انسجامه مع الأقران والتزامه بالنظام واستمتاعه بالتحصيل العلمي والأكيد أيضًا أن لطفلك مشاعر متضاربة فسعادته بالتحوّل من رياض الأطفال إلى المدرسة لأنه ‘كَبُر’ ، وبشراء الأدوات المدرسية ،وارتداء الزيّ الرسميّ للمدرسة لا تخلو من الخوف من المصير المجهول الذي ينتظره. لذلك من المهم لنا نحن باعتبارنا أولياء أمورهم أن نتحكم في مشاعرنا وأن لا ننقل من حيث لا نريد  هذه المخاوف إلى صغارنا ونحاول مساعدتهم قدر الإمكان على خوض هذه التجربة الجديدة في حياتهم.

 

تحدث مع طفلك:

بإمكانك مساعدة طفلك والتخفيف من توتره من خلال الحديث معه عن أجواء المدرسة و العودة الى المدرسة  وطمـأنته أن الأمور ستكون على ما يرام، وأن لديك الثقة أنه سيتأقلم بسرعة، وأنه حتما سيجد دائمًا شخصا ما يمكن أن يطلب منه المساعدة، سواء من الأسرة التربويّة أو من الأصدقاء. من المهم أن يتعلم أطفالنا في هذه السن أنه ليس عيبًا أن نطلب المساعدة من المعلم أو الأخصائي الاجتماعي أو المشرفين على إدارة المدرسة إذا تعذر علينا فهم شيء ، أو واجهتنا مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة.

بعض المدارس تسمح للأولياء بزيارة المدرسة والتجول مع طفلهم، طالب السنة الأولى، داخل أركانها حتى يتعرف إلى مكان الفصل والمقصف وقاعة الرياضة وغرفة تغيير الملابس والدخول معه إلى قاعة الدرس ومقابلة المعلم في أول يوم له بالمدرسة وهذا يعطي الطفل مساحة من الأمان ويقلل من حيرته مستقبلًا. وحتى إن بدأ طفلك في البكاء، غادِر(ي) المكان بسرعة لأن بقاءك هناك وهو في تلك الحالة لن يحل المشكلة وتأكد(ي) أن طفلك سيتوقف عن البكاء ويندمج بسرعة في أجواء المدرسة فالأطفال يتعافون بسرعة في غياب الوالدين.

أهمية العودة للمدرسة عند الطفل

العودة المدرسية عيد متجدّد:

أهمية المدرسة في حياة الطفل تكمن في التواصل مع أطفالنا والحديث معهم عن العودة المدرسية مهم مهما كانت سنّهم. ولكن كلما كانوا صغارًا  كانت فرحتهم أكبر بشراء ملابس وما هي مستلزمات المدرسة الجديدة. فبالنسبة لهم هذا الحدث هو عيد متجدد خاصة إذا اصطحبهم كل من الأب والأم في رحلة التسوق التي غالبًا ما تنتهي بشراء أغلب الأشياء التي يرغبون بها والتي تخلق لديهم لهفة لاستعمالها. لذلك من المهم استغلال هذا الشعور بتشجيع أطفالنا على ترتيب حقيبتهم المدرسية، وترتيب غرفتهم وألعابهم،وتشجيعهم على تخصيص وقت للقراءة والكتابة قبل بدء السنة الدراسية، حتى يصبح النظام شعارا،وإشعارا بانتهاء الفوضى والبدء في الجد والفلاح ليكون النجاح هدفنا وغايتنا.

الحديث مع أطفالنا لا يهم فقط أولئك الذين التحقوا بالصف الأول بل حتى الذين التحقوا بالمدرسة منذ عدة سنوات. دور المدرسة في حياة الطفل دور كبير فمع كل عودة يعود الشعور بالقلق والإحساس بالخوف قبل بدأ السنة الدراسية. التخوف من المدرسين الجدد، الخوف من التعرض إلى التنمر، القلق من الاستيقاظ مبكرًا والانضباط عند الآخرين، التخوف من المسؤوليات والواجبات المدرسية عند البعض الآخر.

 

وأنتم هل لديكم تجارب مع أطفالكم حول العودة المدرسية’؟ هل هناك ذكريات معّينة تريدون تقاسمها معنا؟ ننتظر تعليقاتكم هنا.

 

بقلم د. وفاء ثابت المزغني

 

بإمكانكم الاطلاع على القصص الآتية لتحضير طفلكم في اليوم الاول في المدرسة:

 

أحب المدرسة

العودة المدرسية

 

I Love School

العودة المدرسية

 

واجب نمنم المدرسي

العودة المدرسية

 

فوفو لا يخاف

العودة المدرسية

 

2 Comments

Join the discussion and tell us your opinion.

عيسىreply
أغسطس 29, 2022 at 4:00 م

مقال مبسط لمعارف عميقة من خبيرة مشهود لها في عوالم الطفل الدكتورة وفاء ثابت المزغني ونتمنى أن تكتب لنا مزيدا من المقالات المتعلقة بالأطفال كي نستفيد ونستنير بأفكارها في تعاملنا اليومي مع الأطفال

ماهر بوصباطreply
أغسطس 29, 2022 at 8:16 م

شكرا دكتورة على هذا النصّ الواضح المفيد الّذي يعكس فهما عميقا لنفسيّة الطفل ويساعد الوليّ على ضمان عودة مدرسيّة سلسة وموفّقة لأبنائه.

Leave a reply